مقالة لسعادة عميد البحث العلمي بجريدة المدينة عن نضج الثقافة البحثية لدى أعضاء هيئة التدريس

 

صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

 

 

نضج الثقافة البحثية لدى أعضاء هيئة التدريس

 

 

د. يوسف التركي                               24/7/2010

إن أي أمة تريد ترسيخ مكانتها بين الأمم عليها تطوير قدراتها وحل مشاكلها ذاتيًا، وهذا الجهد الذاتي لا يعني الانغلاق عن العالم بل انه يتضمن الإفادة من الخبرات الدولية وتوطينها محليًا للإفادة منها في الإبداع واستنبات الحلول لما يعترض مسيرة التقدم بالمجتمع.

من هنا تكمن أهمية تطوير وسائل البحث العلمي إذ هو السبيل الذي سلكته المجتمعات في تحديد المشاكل التي تعيق مسيرة التنمية وتحليل المشاكل ومن ثم طرح الحلول وتجريبها للخروج بأفكار إبداعية وعملية للتغلب على كافة العقبات. إن المشاكل التي يتصدى لها الباحثون والتي تتطلب الدراسة قد تكون علمية بحتة أو علمية تطبيقية أو اجتماعية وثقافية، وكائنة ما كانت فان البحث العلمي هو السبيل لدراستها وحلها.

لهذا تبرز الحاجة إلى توطين ثقافة البحث العلمي في المجتمع، هذه الثقافة التي يجب غرسها في الأفراد منذ نعومة إظفارهم في المنزل وفي المدرسة حتى ينشأ الشباب وهو يواجه مشاكله المختلفة بأسلوب علمي مما يجعل تفكيره إبداعيا ويصير طريقه (سواء كان شابًا أم فتاة) لا يعترف بغير الطرق العلمية لدراسة وتحليل كافة العقبات. إن المجتمع متى غرس هذه المفاهيم في أبنائه فسيحصد مستقبلًا أناسا مبدعين يساهمون في بناء المجتمع المعرفي الذي يستثمر الطاقات للرقي بها نحو الأمثل. هذا الوعي المجتمعي هو ما يساعد الباحثين في الجامعات على انجاز خدماتهم تجاه مجتمعاتهم بالصورة الأفضل والأكمل.

إن وضوح هذه المفاهيم لدى أعضاء هيئة التدريس بالجامعات قد ساهم في زيادة مشاركاتهم البحثية وذلك عن طريق قنوات عدة منها الأبحاث المدعومة ومنها الخدمات الاستشارية للقطاعات خارج الجامعة ومنها بيوت الخبرة ومراكز التميز البحثي والكراسي العلمية وسواها.

إن من الخطأ ادعاء إن أعضاء هيئة التدريس يجهلون الثقافة البحثية وهم من يوجهون المجتمع في هذا المجال.


آخر تحديث
7/25/2010 1:33:55 PM
 

أضف تعليقك
الاسـم :
 
البريد الالكتروني :
 
رقم الجوال :
عنوان التعليق :
 
التـعـلـيـق :
 
أدخل الأحرف
الموجودة في الصورة :